ولد يوسف الشيراوي عام 1927 في مدينة المحرق بالبحرين وأتم دراسته الثانوية في بيروت عام 1945 وحصل على درجة البكالوريوس في الكيمياء من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1950. وعاد في تلك السنة إلى البحرين ليعمل كمدرس في مدرسة ثانوية لفترة وجيزة ثم سافر إلى المملكة المتحدة لإكمال دراساته العليا ونال في عام 1955 شهادة الماجستير في الكيمياء من جامعة غلاسكو
شارك الشيراوي في أول تشكيل وزاري في البحرين بعد إستقلالها عام 1970 حيث تولى وزارة التنمية التي اصبحت لاحقا وزارة الصناعة. وكان للشراوي خلال فترة تعيينه وزيرا للصناعة الدور الأبرز في في إرساء أسس صناعة الكيماويات في البحرين. ففي عام 1977 عرض الشيراوي على نظيره في الكويت إنشاء مشروع كيماوي مشترك في البحرين تملكه مناصفة حكومتي الكويت والبحرين. وأسفرت هذه المفاوضات إلى إطلاق شركة الكيماويات الكويتية-البحرينية في عام 1979، ومثلت حكومة الكويت فيها شركة الصناعات البتروكيماوية فيما مثل حكومة البحرين فيها شركة نفط البحرين الوطنية (بانوكو). وبعد بضعة أشهر، أنضمت شركة سابك السعودية إلى هذا المشروع المشترك ممثلة لحكومة المملكة العربية السعودية
وبدلا من أن تمضي سابك في خططها لإنشاء مصهر للألمنيوم في الجبيل، أتفق الشيراوي ونظيره السعودي غازي القصيبي على حصول صندوق الإستثمارات العامة المملوك للحكومة السعوديية في عام 1979 على حصة 20٪ في شركة ألمنيوم البحرين (ألبا). وقد مهدت هذه الشراكة والعلاقة الشخصية التي ربطت القصيبي والشيراوي – الطريق لمشاركة شركة سابك في المشروع الكيماوي المشترك بين البحرين والكويت. وبعد انضمام سابك الى المشروع المشترك، تم تغيير اسم الشركة الى شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات التي كانت أول مشروع مشترك بين ثلاث دول في منطقة الخليج العربيوعلى الرغم من تساوي حصص كل من شركة سابك وشركة الصناعات البتروكيماوية الكويتية وحكومة البحرين في شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات، سعى الشيراوي لابقاء رئاسة الشركة في أيادي بحرينية وتم الاتفاق على أن يكون رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة بحرينيا بصورة دائمة
قام الشيراوي بدعم التنفيذيين في شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات في جهودهم الرامية لضمان مشاركة البحرينيين في بناء مصانع الشركة تماشيا مع تطلعاته لتحقيق أقصى العوائد الاقتصادية للبحرين. وسعى أيضا لجعل الشركة مركزا لتدريب وتأهيل البحرينيين والذي أثمر في لاحقاً في مشاركة بحرينية قوية وواسعة ضمن القوى العاملة في الشركة. ونتيجة لتلك الرؤية يشكل المواطنون البحرينيون اليوم نسبة 95٪ من موظفي شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات، وهي أعلى نسبة مشاركة للمواطنين في أي شركة كيماوية في منطقة الخليج العربي
كما كان للشيراوي دورا بارزا في غرس ثقافة السلامة والاستدامة التي تبنتها شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات منذ إنشائها والتي جعلت الشركة اليوم ضمن الشركات الرائدة عالميا في هذا المجال ما أكسبها العديد من شهادات التقدير والجوائز. كما عكست شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات قيم الشيراوي في مجال المسؤولية الإجتماعية وأطلقت العديد من المبادرات منها انشاء حديقة خيرية في عام 1992 لإنتاج الخضروات وتوزيعها على الأسر المحتاجة
ترجل الشيراوي عن منصبه كوزير للتنمية والصناعة في البحرين عام 1995 بعد أن ترك بصمة دائمة على ثقافة ومسيرة أعمال شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات. وبصفته وزيرا للتنمية والصناعة، لعب الشيراوي دورا هاما في تطويرعدد من الشركات البحرينية، منها: شركة نفط البحرين (بابكو)، وشركة نفط البحرين الوطنية (بانوكو)، وشركة البحرين الوطنية للغاز (باناغاز)، وشركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، والشركة العربية لبناء السفن وإصلاحها (أسري)، وشركة طيران الخليج. كما أسهم في تأسيس البحرين كمركز مصرفي إقليمي عام
عُرف عن يوسف الشيراوي بكونه موسوعياً شغوفا بالتراث والمساهمة العربية في تطوير العلم والتكنولوجيا. وبعد تقاعده كوزير أدار الشيراوي شركة استشارية، وأستمر في تقديم خدماته للحكومة البحرينية في قطاعي النفط والصناعة. كما شارك الشيراوي في عضوية عدد من المنظمات غير الربحية، وكان عضوا في مجلس أمناء كل من جامعة عمان في الأردن والجامعة الأميركية في بيروت. كما وظف الشيراوي رصيده الفكري والعلمي الواسع وطااقاته في تنظيم الفعاليات والكتابة. أنتقل يوسف الشيراوي إلى رحمة الله في عام 2004
تكرم جيبكا الشيراوي لدوره الرائد في تأسيس الصناعة الكيماوية في البحرين ومساهمته المتميزة في تحفيز التعاون الإقليمي في قطاع الكيماويات الخليجي